الجمعة الماضى أكمل الشاعر التشيلى الكبير نيكانور بارا مائة عام، هو يعيش فى عزلة تامة فى مدينة لاس كروسيس الساحلية، وكل الأخبار تؤكد أنه فى حالة ذهنية جيدة، هو أيقونة الثقافة اللاتينية، رئيسة البلاد (الاشتراكية) ميشيل باشيليه شاركت شعبها الاحتفال فى موعد مولده ظهراً، اختارت أن تقرأ «الرجل الوهمى يعيش فى قصره الوهمى، محاطا بأشجار وهمية على ضفاف نهر وهمى»، الشاعر الذى تعلم فى إكسفورد وعمل أستاذا للفيزياء الطبيعية، والذى ينتمى لعائلة من الفنانين الشعبيين، يرى أنه «منذ النهضة لا تسير الأمور على يرام، ويمكن وصف القصائد الواردة من تلك الحقبة بشعر الممالقة الأنيقة.. وكان لا بد من إيجاد مخرج»، أطلق على نفسه الشاعر المضاد، ويرفض فكرة أن للشعر قوة خارقة، وسعى من خلال قصائده إلى التعامل مع الحياة اليومية، ورغم عدائه الشديد للشعر الكلاسيكى، أثر بارا فى الشعر الإنسانى كله، من ترجمة نزار سرطاوى له اخترت «الشعراء الشباب»:
اكتبوا كما تريدون
بأى أسلوب تحبّون
دماء غزيرة سالت تحت الجسر
ليستمر الاعتقاد
أنه لا توجد إلّا طريقٌ واحدةٌ هى الصحيحة.
فى الشعر كل شىء مباح.
بشرط واحدٍ فقط بطبيعة الحال،
عليكم أن تجعلوا الصفحة البيصاء أفضل حالاً.
وفى قصيدة أخرى يقول:
العدو يقول
إن اللوم يقعُ على البلد
كما لو كانت البلدان رجالاً.
سُحُبٌ لعينةٌ تُحَوّم فوق براكينَ لعينة
سفنٌ لعينةٌ تقوم بحملات لعينة
أشجار لعينة تمزّق طيوراً لعينة:
لقد كان كل شىء ملوّثاً منذ البداية.